17 - 07 - 2024

عجاجيات | ومضى قطار العمر

عجاجيات | ومضى قطار العمر

لن اقول مثلما قال الشاعر عدت يا يوم مولدي ليت انك لم تعد ، فيوم مولدي بالنسبة لى فرصة للوقوف امام نفسى ومحاسبتها ومعرفة ما لها وما عليها وفرصة لتذكر محطات فى حياتى وفرصة لتذكر اشخاص لونوا أيامى بالبهجة والسعادة وفرصة لتذكر اصحاب الفضل والترحم على من غادرنا منهم الى دار الحق وفرصة لتأكيد موقفى من اناس اعتبرتهم نسيا منسيا بعد ان ثبت لى انهم جبلوا على الكراهية والإيذاء والكبر والادعاء.

قبل ٦٧ عاما بالتمام والكمال وبالتحديد فى ١٩ يوليو عام ١٩٥٥ ولدت فى درب المواهى احدي دروب حارة السقايين اشهر حارات حى عابدين العريق والتى زادت من شهرتها شريفة فاضل عندما غنت كلمات العبقري حسين السيد: ما تروحش تبيع المية فى حارة السقايين.. شبعت حبا وحنانا على طبلية أبى وأمى رحمة الله عليهما...احببت يوم الخميس وكنت انتظره لأري أحب الناس إلى قلبى ، أخى اللواء عبدالسلام عجاج وكيل شرطة السياحة والآثار الأسبق رحمه الله وهو عائد من كلية الشرطة بكامل أناقته وطلته البهية...

وعشت أحلى الأيام فى بيت جدي فى سندبسط زفتى غربية تحت رعاية اخى الاكبر عبدالحكيم رحمه الله ، والذى كان من اساتذة فن الحياة ومن جهابذة فن القافية والسخرية التى تفجر الضحكات.. بيت الجد تحول إلى أطلال بعد رحيل من كانوا يعمرونه ويعطونه قيمة مضافة.

أعتز برحلتى فى مجال الاعلام والتى لم تخل من الكفاح ، مما مكننى من التزود بخبرات من جهات متعددة مثل الهيئة العامة للاستعلامات والشئون السباسية بالاذاعة والقسم الخارجى بصحيفة المساء والقسم العربى بوكالة رويترز وصحيفة الجزيرة السعودية ومكتب صحيفة الندوة ومكتب وكالة الأنباء السعودية بالقاهرة.

اعتز باننى شاهدت العمالقة صالح سليم ورفعت الفناجيلى وحمادة امام وسمير قطب والشاذلى ومصطفى رياض ورضا وشحتة.. واعتز بأننى عاصرت ثومة وعبدالوهاب وعبدالحليم وفريد وطلب.

وأعتز بأننى رأيت الزعيم جمال عبدالناصر فى ميدان عابدين ، ورأيت السادات فى موكب النصر وهو يتوجه لمجلس الشعب بعد أن عشت أعظم ايامى يوم السادس من اكتوبر ١٩٧٣ ، واعتز بأننى استقبلت الرئيس الأسبق حسنى مبارك عدة مرات ابان رئاستى للمكتب الاعلامى بسفارتى مصر فى الجزائر والإمارات.

واعتز بأننى اكتب واعبر عن رأيى المنطلق من حبى وعشقى لمصر بقدر المستطاع وبقدر ما تسمح به شجاعتى او بالأحري نفسى البشرية...

وقطار العمر يتجه الى المحطة التى يعلم رب العزة وحده متى يصل اليها... أجد أن من واجبى ومن حقى فى آن واحد ، أن اشكر  من شغفونى حبا ومن استقروا فى قلبى ، وأن أشكر من ساعدونى أن احلم فى هذا السن بغد أفضل لى ولأولادى ولاحفادي ولمصر الحبيبة الغالية الباقية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات|